د/ سالم محروس
2023-07-26

التضييق الشوكي

نظرة عامة
يحدث التضيق الشوكي عندما تكون المساحة داخل العمود الفقري صغيرة جدًا. ويمكن أن يسبب ذلك ضغطًا على الحبل
النخاعي والأعصاب التي تمر عبر العمود الفقري. ويحدث التضيُّق الشوكي في الغالب في أسفل الظهر والعنق.
ولا تظهر على بعض المصابين بالتضيق الشوكي أي أعراض. بينما قد يُصاب البعض الآخر بألم ووخز وخدر وضعف في
العضلات. ويمكن أن تزداد الأعراض سوءًا بمرور الوقت.
السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتضيق الشوكي هو تغيرات التآكل والاهتراء في العمود الفقري، والمُرتبطة بالتهاب المفاصل.
وقد يحتاج الأشخاص المصابون بحالات شديدة من التضيُّق الشوكي إلى التدخل الجراحي.
يمكن من خلال التدخل الجراحي توسيع المساحة داخل العمود الفقري. ويمكن أن يخفف ذلك من الأعراض الناتجة عن الضغط
على الحبل النخاعي أو الأعصاب. لكن الجراحة لا يمكنها علاج التهاب المفاصل، لذلك قد يستمر ألم التهاب المفاصل في العمود الفقري.

الأعراض

لا يتسبَّب التضيق الشوكي غالبًا في حدوث أعراض. ولكن عندما تحدث الأعراض، فإنها تبدأ ببطء وتتفاقم بمرور الوقت.

وتتوقف الأعراض على الجزء المصاب من العمود الفقري.

في أسفل الظهر
يمكن أن يسبب التضيق النخاعي ألمًا أو تقلُّصات مؤلمة في رجل واحدة أو الرجلين. ويحدث ذلك عند الوقوف لفترة طويلة أو

عند المشي. وتتحسن الأعراض عند الانحناء أو الجلوس. وقد يشعر بعض الناس أيضًا بألم في الظهر.

في الرقبة
يمكن أن يسبب التضيُّق النخاعي في الرقبة ما يلي:

الخَدَر
الشعور بوخز أو ضعف في اليد أو الذراع أو القدم أو الساق

مشكلات في المشي والاتزان

ألم الرقبة
مشكلات في الأمعاء أو المثانة



الأسباب

تصطف عظام العمود الفقري بداية من الجمجمة وحتى العُصعص. تحمي هذه العظام الحبل النخاعي الذي يمر خلال النفق

النخاعي.

يُولد بعض الناس بنفق نخاعي صغير. ولكن، تحدث أغلب حالات التضيُّق النخاعي عند حدوث شيء يسبب تضييق المساحة

المفتوحة داخل العمود الفقري. تشمل أسباب التضيُّق النخاعي ما يلي:

النتوءات العظمية. يمكن أن يؤدي التلف الناجم عن التهاب المفاصل إلى نمو عظام زائدة في العمود الفقري يُطلق

عليها النتوءات العظمية. ويمكن أن تضغط هذه النتوءات على النفق النخاعي. كما يمكن أن يؤدي مرض باجيت إلى

نمو عظام زائدة في العمود الفقري.



القرص المنفتق. الأقراص هي وسائد لينة تمتص الصدمات بين الفقرات. فإذا تسرب جزء من المادة الداخلية اللينة

بالقرص، يمكن أن يضغط على الحبل النخاعي أو الأعصاب.

الأربطة السميكة. يمكن أن تتيبس الأحبال القوية التي تساعد على تثبيت عظام العمود الفقري معًا ويزداد سمكها

بمرور الوقت. وقد تضغط الأربطة السميكة على النفق النخاعي.

الأورام. نادرًا ما تتكون الأورام داخل النفق النخاعي.

إصابات العمود الفقري. يمكن أن تؤدي حوادث السيارات والصدمات الأخرى إلى كسر عظام العمود الفقري أو

خروج العظام من مكانها. ويمكن لتورم الأنسجة القريبة بعد إجراء جراحة للظهر مباشرة أن تضغط على الحبل

النخاعي أو الأعصاب.



عوامل الخطر

مُعظم الأشخاص المصابين بالتضيُّق الشوكي فوق سِنِّ 50 عامًا. وقد يكون الأشخاص الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة

بالتضيق الشوكي إذا كانوا مصابين بالجنف أو مشاكل أخرى في العمود الفقري.

التشخيص

قد يطرح عليك الطبيب أسئلة عن الأعراض وتاريخك الطبي. وقد يُطلَب منك إجراء فحص جسدي. قد تحتاج أيضًا إلى إجراء اختبار تصوير للمساعدة في اكتشاف المشكلة.

الفحوصات التصويرية
تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

الأشعة السينية. قد تكشف الأشعة السينية على الظهر عن وجود تغيرات في العظام تعمل على تضييق المساحة
الموجودة داخل القناة النخاعية. ويستلزم كل فحص بالأشعة السينية التعرض لكمية ضئيلة من الإشعاع.
التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسًا قويًا وموجات راديو لتكوين صور
مُفصلة للأنسجة الرخوة والصلبة. كما قد يكشف الاختبار عن وجود ضرر في الأقراص (ديسكات) وأربطة الظهر.
ويمكنه أيضًا الكشف عن الأورام المحتملة.
التصوير المقطعي المحوسب. إذا لم تستطع إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي، فقد تحتاج إلى إجراء تصوير مقطعي
محوسب. يجمِّع هذا الاختبار صور أشعة سينية ملتقطة من عدة زوايا مختلفة. في التصوير المقطعي المحوسب للنخاع،
تُحقن صبغة تباين لتحديد وضعيات الحبل النخاعي والأعصاب. ويمكن أن يكشف هذا الفحص عن الأقراص المنفتقة
والنتوءات العظمية والأورام.

العلاج

يعتمد علاج التضيُّق الشوكي على مدى شدة الأعراض.

العلاج الطبيعي

يُمكِن لاختصاصيِّ العلاج الطبيعي أن يُعلِّمك تمرينات تساعدك على ما يلي:
تعزيز قوتك وقدرتك على التحمل
الحفاظ على مرونة جسمك وثبات عمودك الفقري
تحسين التوازن
حُقن الستيروي
قد تتهيج الجذور العصبية وتتورم في الأماكن التي تتعرض فيها للانضغاط. وقد يساعد حَقن دواء الستيرويد في المنطقة
المحيطة بالعصب المنضغط في الحد من الالتهابات وتخفيف الألم.
لكن ربما لا تكون حُقن الستيرويد هي الخيار الأمثل لحالات التضيّق الشوكي. فقد أوضحت بعض الدراسات أن استخدام حُقن
الستيرويدات وحُقن الدواء المخدر معًا ليست أفضل من الحُقن التي تحتوي على دواء مخدر فقط من حيث تخفيف الألم.
ويُعد هذا أمرًا مهمًا لأن الستيرويدات قد تسبب حدوث آثار جانبية خطيرة. فقد يؤدي الحقن المتكرر بالستيرويد إلى ضعف
العظام والأوتار والأربطة القريبة من الأعصاب. ولهذا السبب ننصح المريض عادةً بالانتظار عدة أشهر قبل الحصول على
حقنة ستيرويد أخرى.
إجراء استخدام الإبرة لعلاج الأربطة السميكة
في بعض الأحيان، يصبح الرباط الموجود في مؤخرة الفقرات القطنية سميكًا للغاية. ويمكن استخدام أدوات شبيهة بالإبرة يتم
إدخالها عبر الجلد لإزالة جزء من الرباط. ويؤدي ذلك إلى توفير مساحة أكبر في القناة الشوكية لتقليل الضغط على الجذور
العصبية. وقد يُقدَّم لك دواء يساعدك على الشعور بالهدوء أثناء تنفيذ هذا الإجراء. ويستطيع كثير من الأشخاص العودة إلى
المنزل في اليوم نفسه.

الجراحة

تشمل الجراحات التي تُنشئ مساحة أكبر داخل القناة النخاعية ما يلي:

استئصال الصفيحة الفقرية. في هذه الجراحة، يزيل الجراح الجزء الخلفي (الصفيحة) من الفقرة المصابة. ويؤدي هذا

إلى تخفيف الضغط عن الأعصاب من خلال توسيع المنطقة المحيطة بها. وفي بعض الحالات، قد يلزم ربط الفقرة

بالفقرات المجاورة لها باستخدام أدوات معدنية وطُعم عظمي.

قطع الصفيحة الفقرية. في هذه الجراحة، يزيل الجراح جزءًا فقط من الصفيحة، وينحت فتحة يكفي حجمها لتخفيف

الضغط في نقطة محددة.

رأب الصفيحة الفقرية. تُجرى هذه الجراحة في الفقرات الموجودة في الرقبة فقط. ويعمل الجرّاح على توسيع القناة

النخاعية من خلال إنشاء مفصلة على الصفيحة. وتُستخدم أدوات معدنية لسد الفجوة الموجودة في الجزء المفتوح في العمود الفقري.

تساعد هذه العمليات الجراحية في معظم الحالات على تخفيف أعراض التضيّق النخاعي. ولكن تظل الأعراض لدى بعض
الأشخاص كما هي أو تتفاقم بعد إجراء الجراحة. وتشمل مخاطر الجراحة:
الإصابة بالعَدوى
جلطة دموية في أحد أوردة الساق
تمزّق في الغشاء الذي يغطي الحبل النخاعي

قد يوصيك الطبيب بالآتي:
استخدام مسكِّنات الألم. قد تساعد الأدوية التي يمكنك شراؤها دون وصفة طبية، ومنها على سبيل المثال الأسبيرين وأدوية أخرى في التخفيف من الألم والالتهابات.

إنقاص الوزن. يؤدي إنقاص الوزن الزائد إلى تقليل الشعور بالألم عن طريق تخفيف الضغط عن منطقة أسفل الظهر.

ممارسة الرياضة. قد تساعد تمارين الإطالة والتقوية في تخفيف الأعراض. استشر الطبيب بشأن التمارين الرياضية

الآمنة لممارستها في المنزل.

الأجهزة المساعدة على المشي. فضلًا عن توفير الثبات، تساعد العصي والمشايات في تخفيف الألم عن طريق السماح

لك بالانحناء للأمام أثناء المشي.



الطب البديل

يمكن استخدام الطب التكاملي والطرق العلاجية البديلة مع العلاجات التقليدية لمساعدتك في التغلب على الألم الناتج عن التضيق

النخاعي. ومنها ما يلي:

العلاج بالتدليك

المعالجة اليدوية

الوخز بالإبر